الجمعة، 12 يونيو 2020

محمد شمسي .... ومشروع إنقاذ المستقبل / صفحة tahawer.iq






















tahawer.iq 


محمد شمسي .... ومشروع إنقاذ المستقبل 


محمد شمسي, هو أحد #أساطين الأدب العراقي, والفارس الأبيض الذي تصدى لترسيخ الهوية العراقية ضد الأستلاب والتغريب الثقافي. عاش أديبا رائدا, شاعرا ومغامرا وبحساب إنتاجه الغزير في أقل من عشرين سنه, يُعد عبقرية فذة يصعب أن تتكرر, قاد نهضة ثقافية أدبية وأسس - للمرة الأولى في تاريخ العراق, لأدب الرحلات, وأدب الطفل, ورواية الفتيان وأحدث بونأ شاسعا بيه وبين كل من جاء بعده.


لفت شمسي انتباه الجميع من حوله في مطلع ثمانينات القرن الماضي, فحصد جائزة أفضل كتاب عربي للأطفال في مسابقة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ALECSO للعام 1981, وهو أرفع تكريم حصل عليه مؤلف عراقي أنذاك.

لم يكن أدب الأطفال أو الفتيان حينئذ موجودآ, فكلها كانت فنون مستحدثة في أدبنا العربي ترقى أن تكون علوما فريدة.

زُج العراق في أتون حرب أستعرت لسنوات طويلة في الثمانينيات, جُرفت فيها الثقافة وطورد فيه الفكر الحر- ولأن شمسي جاء بمشروع حضاري جديد - فقد كان يسبح ضد تيار جارف من رؤى رجعية, ساد فيها الاستبداد والجنون, لكنه تمكن في النهاية من إطلاق أهم وأكبر سلسلة قصصية للفتيان - سُميت بمكتبة المغامرات وكان عرابها ومؤسس رؤاها.

أنشئ شمسي عالم آخاذ مليء بالأسرار والمغامرات والخيال واراد من ذلك إذكاء حماسة القراء الصغار وغرس مفاهيم الشجاعة والبطولة في نفوسهم وبأسلوب تربوي هادف لأنه كان يؤمن أن أدب الأطفال هو أحد أقوى الوسائل وأكثرها نجاعة في تطور الطفل الثقافي بأشكاله المختلفة وكان سُيعلم الطفل فنون الحياة ويوسع خياله ومدركاته.

الجدير بالذكر أن محمد شمسي, المتحدر من عائلة المطلبي, لم يكن وحيدا في جهود نهضة الطفل الثقافية, فقد رافقته كتيبة المطلبي, من الرواد أهمهم عبد الرزاق المطلبي, وعمار المطلبي, ومالك المطلبي (الذين ينتمون لنفس العائلة الثقافية العريقة), علاوة على رواد أخرين كعبد الستار ناصر، محمد شاكر السبع، ميسلون هادي, فاروق سلوم وشفيق مهدي.

وكان أهم ما كتبه في أدب الرحلات: الف ميل بين الغابات, _ من غرائب الأسفار, ذكريات المدن, وفي أدب الأطفال, كتب القصر المسحور, العصفور الذهبي والكهف والوحش.

ترك شمسي خلفه أرثا عظميا تتداوله الدول وتعيد طبعه وتسويقه المكتبات. وفي العراق, لم تُسمى أي جائزة أدبية بأسمه, ولم يعاد طباعة أي من مؤلفاته, أو يطلق أسمه على اي مدرسة - لماذا؟

وفي دول أخرى تُدرك أن الطفل ثورة بشرية حقيقة ,وأنه النواة الأساسية لهوية رجل الغد, يعاد طباعة مؤلفات محمد شمسي كأولوية لتحصين الطفولة ضد أضرار الثقافة الالكترونية التي أصبحت أكبر منافس لمؤسسة الاسرة والمدرسة.

9. يونيو.2020 







تم النشر بواسطة 
باسمة السعيدي 
بغداد 13/ يونيو/2020 









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق